في عالم الإعلام، يقول المتخصصون: لا تصدق أكثر من نصف ما ترى وربع ما تسمع.. ولا تصدق شيئاً على وسائل التواصل الاجتماعي. وربما يكون هذا المفهوم متقادماً.. من بداية العقد الثاني في هذه الألفية. الآن، لا يجب أن تصدق معظم ما يطرحه الإعلام التقليدي - مسموعاً ومرئياً -.. ويظل في الإعلام الجديد.. لا تصدق شيئاً. لكن هذا المفهوم ليس واقعاً. الواقع أن الجمهور يتأثر بالإعلام في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى.
الفبركة الإعلامية كانت في الماضي فناً يحترم عقلية المتلقي. أما الآن، فهي أشبه بأناقة الغجر؛ ملفتة ببدائيتها ومؤثرة بألوانها وتصميماتها. وما ساعد على تفلت الأمور.. زيادة القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تروج للفبركات. إنشاء قناة تلفزيونية وتأسيسها أصبح أسهل وأرخص من شراء سيارة جديدة.
عالم الانكشاف الكامل جعل من مجرمي الحرب الإعلامية نجوماً يهتدي بهم الرأي العام.. وجعل شجرة الإرهاب تطرح ثماراً من نوع جديد.. هجينة بين (الشر) و(المعلومة التي تُحضَّر في أنابيب المختبرات الإعلامية).
الحرب الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها المملكة لم تكن لها سابقة. فهي بحق (هجمة القرن الإعلامية). تمت صياغتها بعناية فائقة.. واحترافية عالية.. لتستهدف هذه المرة ليس شعب المملكة فقط ولكن قيادته ورموزه أيضاً. وعملت على تشويه السمعة داخلياً وخارجياً.. فخلفت وراءها ابتزازاً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.. وسيادياً. تلك الحملة أصبحت حجة للانتهاك السيادي في جدول أعمال أقل الدول مكانة وأكثرهم تهميشاً على (المستوى العالمي)؛ وهو المستوى الذي تلعب فيه المملكة دوراً رئيسياً.
رغم أن تلك الهجمة جديدة في تكتيكها.. إلا أنها كشفت ضعف التغلغل الإعلامي السعودي في الهياكل الإعلامية العالمية.. وعدم وجود خارطة طريق محلية لإدارة الأزمات الإعلامية الدولية. كل ما تم تقديمه كان ردود فعل للخارج.. ومجرد شرح وتحسين صورة في الداخل. الخط الإعلامي المحلي على المستوى العالمي لم يكن واضحا أبداً.
هذه الأزمة يجب أن تلفت انتباهنا إلى أهمية (فريق إدارة الأزمات) بكل جدية. فمن الأدوار التي تلعبها إدارة الأزمات هو دور (ماذا لو؟) لتضع أجندات وملفات مرتبة بعناية ومدروسة بطريقة أكاديمية صحيحة لمواجهة الأزمات المحتملة.
تحسين الصورة في علم الإعلام ليس اجتهادات شخصية أو عملاً فردياً.. هو عمل في حاجة إلى الحنكة (الإعلامية).. وفي حالة الأزمة، يقف الجميع جانباً.. ويدير الأزمة (الفريق المتخصص).
* كاتب سعودي
الفبركة الإعلامية كانت في الماضي فناً يحترم عقلية المتلقي. أما الآن، فهي أشبه بأناقة الغجر؛ ملفتة ببدائيتها ومؤثرة بألوانها وتصميماتها. وما ساعد على تفلت الأمور.. زيادة القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تروج للفبركات. إنشاء قناة تلفزيونية وتأسيسها أصبح أسهل وأرخص من شراء سيارة جديدة.
عالم الانكشاف الكامل جعل من مجرمي الحرب الإعلامية نجوماً يهتدي بهم الرأي العام.. وجعل شجرة الإرهاب تطرح ثماراً من نوع جديد.. هجينة بين (الشر) و(المعلومة التي تُحضَّر في أنابيب المختبرات الإعلامية).
الحرب الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها المملكة لم تكن لها سابقة. فهي بحق (هجمة القرن الإعلامية). تمت صياغتها بعناية فائقة.. واحترافية عالية.. لتستهدف هذه المرة ليس شعب المملكة فقط ولكن قيادته ورموزه أيضاً. وعملت على تشويه السمعة داخلياً وخارجياً.. فخلفت وراءها ابتزازاً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.. وسيادياً. تلك الحملة أصبحت حجة للانتهاك السيادي في جدول أعمال أقل الدول مكانة وأكثرهم تهميشاً على (المستوى العالمي)؛ وهو المستوى الذي تلعب فيه المملكة دوراً رئيسياً.
رغم أن تلك الهجمة جديدة في تكتيكها.. إلا أنها كشفت ضعف التغلغل الإعلامي السعودي في الهياكل الإعلامية العالمية.. وعدم وجود خارطة طريق محلية لإدارة الأزمات الإعلامية الدولية. كل ما تم تقديمه كان ردود فعل للخارج.. ومجرد شرح وتحسين صورة في الداخل. الخط الإعلامي المحلي على المستوى العالمي لم يكن واضحا أبداً.
هذه الأزمة يجب أن تلفت انتباهنا إلى أهمية (فريق إدارة الأزمات) بكل جدية. فمن الأدوار التي تلعبها إدارة الأزمات هو دور (ماذا لو؟) لتضع أجندات وملفات مرتبة بعناية ومدروسة بطريقة أكاديمية صحيحة لمواجهة الأزمات المحتملة.
تحسين الصورة في علم الإعلام ليس اجتهادات شخصية أو عملاً فردياً.. هو عمل في حاجة إلى الحنكة (الإعلامية).. وفي حالة الأزمة، يقف الجميع جانباً.. ويدير الأزمة (الفريق المتخصص).
* كاتب سعودي